التّزكيَة للمُصلِحين

Publié le par Alain

واجِبٌ على الإنسانِ أن يُعرِّفَ نفسَهُ بأنَّهُ عَبدٌ خاضِعٌ ممتنٌّ شاكِرٌ للّهِ سُبحانَهُ وتعالى، وهذا بَدَهِيٌّ عندَ كلِّ موحّدٍ لأُلوهيَّةِ اللّه ورُبوبيَّتِه

لكن قد نرى العبد ينسى هذا في بعضِ أحوالِه، فتراه قد اعتلى مَنصِبًا أو مكانَةً دنيويّة، فاغترَّ وتكبّر واستعلى، وفقد معرفته بمكانته الحقيقيّة، أنتَ عبدٌ للّه

وما أنتَ فيه ليسَ سوى توفيقٍ وفضلٍ ومِنَّةٍ من اللّه تعالى عليكَ، فعلامَ تتكبّر وتتجبّر

يقول تعالى: وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا(٦٦)أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا(٦٧) مريم

وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (٧٨) يس

حتّى أصحاب المَكانات العِلميّة، وإن كانت في أشرَفِ العُلومِ، علمُ الشّريعَة، ما أنتَ فيه مِن علمٍ وتوفيقٍ وهُدًى وصلاح وخير.. هو مِن عندِ اللّه ومنِّةٌ مِنهُ عليكَ

 

ولنا في قارونَ عِبرَةٌ وهوَ في قمّة تجبّره واغتراه: قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِنْدِي

حتّى أنَّهُ فَتَنَ أصحابَ النّفوسِ الضّعيفة: قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ

فكانت العاقبة: فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ

ثمّ أخذِهم للعبرةِ مما حصل واعترافِهم بمنَّةِ اللّهِ عليهم: وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ

 

تأمّل معي هذه الآيات الّتي يُخاطِبُ فيها اللّه تعالى خيرَ خلقِهِ مُحَمَّدًا ﷺ

نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ

وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا

وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا

 

فالهُدى والوحيُ منّةُ اللّهِ لنبيِّه، ومنَّةٌ علينا أن بعث اللّه لنا هذا النّبيّﷺ. ليوصل لنا الوحيَ ونهتدي بهديه

من محاضرة التّزكيَة للمُصلِحين

#تزكية

 

Publié dans éducation, Aqida, coran

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article